المولد الطاهر والعنايات الالهية :
كانت ولادة الزهراء (سلام الله عليها ) في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة من البعثة النبوية.
أما كيفية حملها وولادتها ففيه من الأخبار المشوِّقة ما نسوقه اليك:
عن الرضا (عليه السلام ) قال : (قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لما عُرِج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل ( عليه السلام ) فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت الى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة (عليها السلام ) ففاطمة حوراء إنسيه فكلما اشتقت الى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة).
عن عائشة قالت : (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لما أسري بي الى السماء أُدخلت الجنة فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أر في الجنة أحسن منها ولا أبيض ورقاً ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما هبطت الى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فإذا أنا اشتقت الى ريح الجنة شممت ريح فاطمة).
وقد روى صاحب الذخائر بسنده عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال : (لما أرادت خديجة أن تضع حملها بعثت الي نساء قريش ليأتينها فيلين منها ما تلي النساء ممن تلد فلم يفعلن فقلن لانأتيك وقد صرت زوجة محمد فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت لها إحداهن أنا أمك حواء وقالت الأخرى أنا آسية بنت مزاحم وقالت الأخرى أنا كلثم أخت موسى وقالت الأخرى أنا مريم بنت عمران ام عيسى جئنا نلي من أمرك ما تلي النساء قالت : فولدت فاطمة ( سلام الله عليها ) فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها).
وفي يوم من الأيام دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسمع خديجة تحدث فاطمة (عليها السلام ) فقال لها: (يا خديجة من تحدثين؟ قالت الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني قال يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنها انثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وان الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه).
وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث وإنما سماها فاطمة لان الله فطمها ومحبيها عن النار).